ومزق الله حزب البعث، وأشد عداوة في الدنيا في جميع القوميات -خاصة في العرب- هي ما بين حزب البعث في
سوريا ، وحزب البعث في
العراق ، فهي عداوة مستحكمة؛ بحيث إنك تتعجب من ذلك، وكل واحد منهم لو مكن لكان أول ما يبدأ به هو أن يفترس ويبطش بأخيه البعثي الآخر، وتجد سجون
العراق مليئة بالبعثيين السوريين، وبالاتجاه البعثي الموالي لـ
صلاح جديد ، و
خالد بكداش ، وسجون
سوريا ممتلئة بالبعثية المنتميين إلى
ميشيل عفلق ، و
حسن البكر وأمثالهما، وهذا شيء عجيب جداً، فمزقهم الله، وأذاق بعضهم بأس بعض.وأما
مصر فعندما جاء
أنور السادات تخلى تماماً عن حكاية القومية العربية، ورجعت
مصر وسمت نفسها:
جمهورية مصر العربية ، وألغوا:
الجمهورية العربية المتحدة ، وصار كلامهم كله حول
مصر ، وهذا أيضاً فيه تفتيت لفكرة القومية العربية.وكان
القذافي -وهو من تلاميذ
جمال عبد الناصر هو و
النميري - يريد أن يعمل دولة موحدة من هذه الدول الثلاث ومعها
سوريا ، فتكون أربع دول موحدة، وكلها لا يوفقها الله؛ لأنها لا تقوم على أساس الإسلام، ولا تتفق معه أبداً، وقد جاء بمبدأ الاشتراكي، و
الكتاب الأخضر ، والنظرية الثالثة لجميع شعوب العالم، وأيضاً هو نفْي للقومية العربية وتحول إلى نظرية عالمية بزعمهم، فتمزقت أيضاً القومية العربية التي كانت تربط ما بين
مصر و
ليبيا . والحرب الثانية هي: حرب
الخليج الأخيرة، وكان ذلك من فضل الله تعالى، وفي كل فتنة أو شر أو مصيبة تجد فيه جانباً من الخير وإن كان خفياً، فتمزقت القومية العربية، واختلف العرب في داخل البيت الواحد، وداخل الحزب الواحد، وداخل الدولة الواحدة، فبعضهم وقف مع
العراق ، وبعضهم وقف ضد
العراق ، وتشاحن الطرفان ودخل البعثيون السوريون الذين تربطهم بـ
العراق رابطة القومية والبعثية؛ دخلوا
العراق من ضمن الجيوش التي دخلت إليه، وقتلت من العراقيين من قتلت. فبعدما كانوا يتقاتلون وفي
لبنان ، فهذا يؤيد
عون ، وهذا يؤيد
شمعون ؛ أصبحوا يتقاتلون بأنفسهم وجهاً لوجه.